صراع بين التخلف والتحضّر

 

ليس بالغضب وحده يُنقذ لبنان، إنما بالكشف عن أعداء سيادته وديمقراطيته المميزة.

هناك من ينتظر نهاية كل مجزرة تلحق باللبنانيين ليأخذ حصته من إيقافها. هناك أيضاً من يشعل الحروب داخل لبنان ثم يعلن استعداده لإطفائها، وهناك من يموت جراء هذا اللعب الخبيث بالحياة والموت!

ليس بالكلمات يعود الموتى إلى أهلهم، أو ترتفع الجسور من جديد في لبنان، إنما بتنقية ولاء اللبنانيين من تأثير الشقيق والصديق والعدو، لأن الحريق سينشب مرة أخرى كلما اختلف الثلاثة حول أمر من الأمور، أو أراد أحدهم امتحان قوته من دون إطلاق رصاصة واحدة من حدوده!

ليس بتأييد هذه الجماعة أو تلك يتحقق الأمن والاستقرار في لبنان، إنما بقياس مدى تحضر كل متصارع يدعي حماية لبنان، فلبنان عظيم بقدرته على التعامل برفق مع معطيات حضارة العالم، ومن دون ذلك لن يبقى كذلك!

السحب التي عادت إلى جبال لبنان ووديانه وهضابه كثيفة، وشديدة الظلمة، بينما كل أعلام لبنان، العزيزة على الفكر والقلب، ارتفعت وسط النور، فإذا فشلنا في التمييز بين الظلام والنور، علينا أن نصمتَ، لأننا لا نعرف أين تكمن قيمة لبنان، ولا معدن شعبه، ولا نعرف أيضاً أن ما يجري هو صراع بين التخلف والتحضر، حيث ليس بالكلمات وحدها تنقذ الأشياء الثمينة!

عارف علوان